​

كانت ساعات الولادة طويلة جداً، وآخر أنفاسي كانت الأصعب. شعرت تقريبًا بأنني قريبة من الاستسلام بعد 35 ساعة من الطلق الصناعي، وكنت أسمع الممرضات يقولن "من فضلك، افعلي ذلك! طفلك يكافح، ساعديه بتلك الدفعة القوية الواحدة".

فجأة، شعرت كأن كل جزء مني استجاب لذلك النداء للإنقاذ وقدمت أقوى دفعة ليظهر هو هناك! أخيرًا، خارجًا إلى العالم... ولكن انتظر... لا يوجد بكاء!

ماذا يحدث؟

إلى أين تأخذونه؟

لماذا لا يبكي؟

تم نقل صغيري إلى وحدة العناية المركزة للرضع. وعلى بُعد خطوات قليلة من الممر، سمعت البكاء! لم أكن أعتقد أبدًا أنني يمكن أن أشعر بهذا القدر من الراحة والفرح من بكاء.. إنه بكاء! هنا عرفت أن هذه الرحلة يجب أن تكون مختلفة عن أي رحلة أخرى.

بكيت وبكيت دموع الفرح المختلطة بدموع الشوق لحمل طفلي، لتلك الساعة الذهبية الأولى، ولجميع اللحظات الجميلة الأولى التي رسمتها في عقلي لمدة 9 أشهر.

في حين كنت مستلقية على سرير الولادة ما زلت أشعر بالرجفة من الحرارة المرتفعة (قالوا إنها كانت التهاب حصلته في وسط ساعات ولادتي الأخيرة)، كان عليّ أن أنتظر أطول ساعتين في حياتي حتى أرى طفلي في وحدة العناية المركزة للرضع. وهكذا قضينا أول ليلة في حياته... بعيدين عن بعضنا البعض. بينما كان نائمًا في هذا الصندوق الزجاجي الصغير مع إنذارات تصدر صوتًا حوله، بقيت مستيقظة طوال الليل محاولة ضخ تلك القطرات الأولى من السائل الذهبي.

إذا لم أكن هناك له، على الأقل يمكنني أن أحاول قدر الإمكان أن أعطيه بعض هذا السائل الذهبي الذي يحتاجه الآن.

في الصباح التالي، وأنا أستعد على عجل للذهاب ورؤيته، وأحمل بضع قطرات من السائل الذهبي، تلقينا اتصالًا للإسراع إلى وحدة العناية المركزة للرضع. حصل لسعود جلطة في الدماغ  (يمكن أن يحدث لكل 1 من 2500 رضيع). قيل لنا إن هذا شيء نادر جدًا، ولكن من المرجح أن يحدث عندما يخضع الرضيع لولادة صعبة.
لم أتمكن من التوقف عن سؤال نفسي إذا كان ذلك خطأ جسدي وأنه فشل في دعمي بالضغط القوي، وما زلت أسأل نفسي نفس السؤال حتى يومنا هذا (الشعور بالذنب لدى الأم يمكن أن يكون قاسيًا!). بعد ذلك، ظل سعود في وحدة العناية المركزة وتم مراقبته لمدة 7 أيام قادمة في حياته، بينما قاموا أيضًا بالتحقيق في أثر ذلك على تطور دماغه.